للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما عقوبة الواضع في الدنيا, فقد قيل إن النبي صلى الله عليه وسلم حكم بها, حيث روي عنه أنه قال فيمن كذب عليه: "اذهبا فإن أدركتماه فاقتلاه" لكنها رواية ضعيفة وفيها مقال (١) ، أما حكمها فليس فيه مقال، ويعضده ويقويه ما رواه عبد الرزاق في مصنفه عن ابن التيمي عن أبيه أن عليا رضي الله عنه قال في من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم: "تضرب عنقه" (٢) وجدير بمن كذب على رسول الله أن يلقى ذلك المصير الدنيوي, فقد أخبر الصادق المصدوق أن مصيره في الآخرة إلى النار.


(١) الحديث ورد بعدة طرق.. وكلها ضعيف جدا لا تقوم به حجة، فرواه الطبراني في المعجم الأوسط (٣/٥٩ حديث رقم ٢١١٢) بالسند إلى عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله ابن عمرو.. فذكر قصة لرجل كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لأبى بكر وعمر: انطلقا إليه فإن وجدتماه حيا فاقتلاه ... الحديث.
... ثم قال الطبراني: لم يروه عن عطاء إلا وهيب.. قلت: وفي إسناده عطاء وقد اختلط في آخر عمره، ووهيب روى عنه بعد الاختلاط (انظر الكواكب النيرات ص ٣٢٧)
... كما روى هذا الحديث ابن الجوزي في مقدمة كتابه الموضوعات من طرق أخرى وكلها ضعيفة (انظر الموضوعات (١/٥٥-٥٦) .
(٢) رواه عبد الرزاق في مصنفه في كتاب الجهاد باب من سب النبي صلى الله عليه وسلم. كيف يصنع به، وعقوبة من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم ج٥ ص ٣٠٨ رقم ٩٧٠٨، وإسناده منقطع فإبن التيمي هو معتمر بن سليمان بن طرخان التيمي، ووالده لم يدرك علياً رضي الله عنه.