فكل هذا وما أشبهه مما يروى عن عمر لا يدل على أنه رضي الله عنه كان قصير النظر في الشعر.. فإنه من أفصح العرب لكنه يدل على أنه رضي الله عنه كان يلتزم موقف القاضي: والقاضي لا يتسرع في الحكم..
ونسبوا إليه رضي الله عنه كذلك أنه قال:
بكفِّ الإله مقاديرها
هوِّن عليك فإن الأمور
ولا قاصر عنك مأمورها
فليس بآتيك منهيُّها
وفي منتخب كنز العمال [٢٠] قال: "عن أبي خالد الغساني قال ثني مشيخة من أهل الشام أدركوا عمر قالوا: "لما استخلف عمر صعد المنبر فلما رأى الناس أسفل منه حمد الله ثم كان أول كلام تكلم به بعد الثناء على الله ورسوله:
بكف الإله مقاديرها
هون عليك فإن الأمور
ولا قاصر عنك مأمورها
فليس يؤاتيك منهيها
ولا يخفى أن هذا الأثر لا يعول عليه.
وقد بحثت عن قائل هذين البيتين فلم أكد أعثر عليه وقد ذكرهما ابن عبد ربه في العقد الفريد وأبو عبيد البكري في فصل المقال شرح كتاب الأمثال وابن رشيق في العمدة كل ذلك من غير نسبة إلى أحد [٢١] إلا أن ابن رشيق قال: "ويروى للأعور الشني.."فرجعت إلى ترجمته في الشعر والشعراء لابن قتيبة وفي المؤتلف والمختلف فلم يذكروهما فيما ذكرا من أشعاره.
ونسبوا إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال:
وإن عضها حتى يضربها الفقر
غني النفس يغني النفس حتى يكفها
بكائنة إلا سيتبعها يسر
وما عسرة - فاصبر لها إن لقيتها -
ذكر ذلك ابن رشيق في العمدة وصاحب زهر الآداب ولا يُحتجُّ بقولهم ولم أرهم نسبوا إليه غير ذلك.