للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فبعد أن طوفنا خلال قول أهل الحق في الله عز وجل وربوبيته وألوهيته وصفاته ثم عرجنا على قول أهل الباطل من الفلاسفة نختم هذا البحث بأهم النتائج المستفادة منه وهي:

١- أنه جاءنا عن الله تبارك وتعالى وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحق الذي تستريح له النفوس وتطمئن له القلوب ويغنيها عن سواهما ويعطيها ما تحتاج إليه من العلم الصحيح والتعبد الصحيح للمعبود الحق لأهل الأرض والسماء.

٢- أن الطريق إلى العلم الصحيح في الله عز وجل مغلق إلا من الطريق الذي جعله الله عز وجل طريقاً إليه وهم أنبياؤه وأمناؤه على وحيه.

٣- أن العقل غير قادر باستقلال للوصول إلى العلم الصحيح عن الله عز وجل.

٤- أن العقل مهما كان ناضجاً وقوياً فإنه لا يسلم من تأثير البيئات المحيطة به، والتربية التي تربى عليها الانسان، فلهذا تأتي أحكامه وتصوراته متأثرة بمؤثرات خارجية، تفسد عليه نقاوته وصحته وتقلب في بعض الأحيان موازينه.

٥- أن الفلاسفة ليسوا مؤهلين بحال للكلام في الله عز وجل لا من ناحية منهجهم، ولا مستواهم، ولا أهدافهم، وغاياتهم.

٦- أن كلام الفلاسفة في الله عز وجل متناقض، وهو من أفسد الكلام وأقبحه.

٧- أن الفلاسفة المعتمدين على العقل كما تناقضوا مع الحق في قولهم، فقد تناقضوا فيما بينهم، فمنهم من نفي وجود الله عز وجل جملة وتفصيلاً، ومنهم من زعم أنه هو هذا الوجود صغيره وكبيره، ومنهم من أثبت له وجوداً مطلقاً وعزله عن الخلق والإيجاد والتدبير والتصرف. وفي هذا التناقض دليل كاف على فساد المنهج العقلي وعدم قدرته على الوصول إلى العلم الصحيح في هذا الباب.

٨- أن الفلاسفة كما لم يثبتوا لله تعالى وجوداً حقيقياً، فهم أيضاً لم يثبتوا له فعلاً ولا ربوبية ولا ألوهية.

٩- أن الفلاسفة المؤلهة لما لم يثبتوا لله تعالى وجوداً حقيقياً ولا فعلاً اضطروا إلى ادعاء صدور أشياء عديدة، تسلسلت في الصدور عنه، عزوا إليها الخلق والتدبير.