للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يَعْبُدُ هَؤُلاءِ} - هود - آية - ١٠٩.

حكمه:

وهذا النوع من المد جائز باتفاق أهل الأداء من أئمة القراء فيجوز مده وقصره عند كل القراء، والأفضل فيه الست وهو التام (١) ، وفيه ثلاثة أوجه (٢) :

الأول: القصر ومقداره حركتان. الثاني: التوسط ومقداره أربع حركات. الثالث: الإشباع ومقداره ست حركات. وتجري هذه الأوجه الثلاثة على هذا الترتيب في كل مد عارض للسكون إلا المد العارض للسكون الذي أصله المد المتصل الموقوف على همز كقوله تعالى: {يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ} - هود - آية - ٤٣. فلا يجوز فيه القصر بحال حالة الوقف على آخر الكلمة {الْمَاءِ} بالسكون، وإنما يخير القارئ فيه وأمثاله بين التوسط والإشباع وما دونهما. وبالنسبة لحفص عن عاصم فيجوز له المد وقفا بقدر أربع حركات أو خمس أو ست (٣) . ووجه القصر (وهو حركتان) نظرا لعروض السكون فلا يعتد به لأن مع الوقف يجوز فيه التقاء الساكنين مطلقا (٤) ، ومع الوصل يصير مدا طبيعيا (٥) ، وهذا الوجه يستحب في القراءة مع مرتبة الحدر، ووجه التوسط (أربع حركات) لمراعاة اجتماع الساكنين مع ملاحظة كونه عارضا فحط عن الأصل وأصبح لا هو معدوم مطلقا حتى يكون كالمد الطبيعي ولا هو موجود دائما حتى يكون أصليا فيمد ست حركات كاللازم وملاحظة عروضه جعلته في مرتبة متوسطة، وهذا الوجه يستحب في القراءة مع مرتبة التدوير. ووجه الإشباع (ست حركات) كاللازم لاجتماع الساكنين اعتدادا بالعارض حيث يلتقي ساكنان فيلزم المد الطويل للتخلص من التقاء الساكنين، وهذا الوجه في القراءة يستحب مع مرتبة


(١) أسنى المعارج إلى معرفة صفات الحروف والمخارج. ص: ٢٢ وما بعدها.
(٢) النشر ١/٣٣٥، وانظر هداية القاريء ص: ٣٠٨.
(٣) هداية القاريء ص:٣٠٨.
(٤) النشر١/٣٣٥. والكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها لمكي بن أبي طالب. ط٢. ١/٦٢.
(٥) غاية المريد في علم التجويد. عطية نصر. دار الحرمين للطباعة - القاهرة. ط٤ سنة ١٤١٣هـ. ص: ١٠٣.