للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثانيا: أولا يكون مسبوقا بأحد هذين المدين ألبتة ويطلق عليه حينئذ بالمد المتصل الموقوف على همزة المنفرد، ولكل منهما - في قراءة حفص - أحكام أدائية خاصة به تجمل في الآتي (١) :

أولا: المد المتصل الموقوف على همز أو المسبوق بأحد المدين أو بهما معا:

المد المتصل الموقوف على همزة المسبوق بأحد المدين - المتصل والمنفصل - أو بهما معا تختلف أوجهه في المد به عن ذلك المد المتصل الموقوف على همزة المنفرد هذا من ناحية وكذلك تبعا لنوع الحركة التي تقع عليه (فتحا أو كسرا أو ضما) من ناحية أخرى، فإن كان مفتوحا (سواء أكانت الفتحة للإعراب أم كانت للبناء) نحو قوله تعالى: {أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ} - هود - آية - ٢٠، ففيه لحفص أربعة أوجه (٢) : مد المنفصل في الآية الأولى - مثلا - والمتصل في الثانية مقدار أربع حركات، وعليه يأتي في المتصل الموقوف على همزة فيهما أربع حركات أو ست بالسكون المجرد، مد المنفصل والمتصل في الآيتين بمقدار خمس حركات، وعليه يأتي في المتصل الموقوف على همزة خمس حركات أو ست بالسكون المجرد أيضا. وما ذكر هنا في المتصل الموقوف على همز هو مثال للمفتوح الذي فتحته فتحة بناء، ومثله بالضبط المتصل الموقوف على همز المنصوب الذي فتحته فتحة إعراب. أما إن كان آخر الكلمة التي فيها المد المتصل الموقوف على همزة مكسورا وكان هذا المد مسبوقا بالمد المنفصل نحو قوله تعالى: {وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً} - النساء - آية - ٤١، أو كان مسبوقا بالمد المتصل نحو قوله تعالى {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ} - الأحزاب - آية - ٣٢، ففيه لحفص ستة أوجه: - مد المنفصل أو المتصل المذكور أولا - كما في الآيات


(١) التحبير لابن الجزري. ص: ٦٢. وانظر هداية القاريء ص: ٣١٥ وما بعدها.
(٢) شرح الشاطبية ص: ٤٨ وما بعدها.