للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإن كان آخر الكلمة التي فيها المد العارض للسكون مجرورا سواء أكانت حركة الجر للإعراب نحو قوله تعالى: {أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ} - هود - آية - ٨١، وقوله تعالى: {مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلاءِ} - هود - آية - ١٠٩ ففيه أربعة أوجه للقراء وهي: القصر والتوسط والإشباع وكله بالسكون المجرد ثم الوقف بالروم ولا يكون إلا مع القصر (١) . فإن كان آخر الكلمة التي فيها المد العارض للسكون مرفوعا سواء أكان للإعراب نحو قوله تعالى: {وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ} - هود - آية - ٤٠، أم بناء نحو قوله تعالى: {كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ} - هود - آية - ٩٥، ففيه سبعة أوجه لجميع القراء وهي المدود الثلاثة التي هي القصر والتوسط والإشباع بالسكون المجرد الخالص من الروم والإشمام ثم يؤتى بهذه المدود الثلاثة مرة أخرى بالسكون مع الإشمام ثم الروم ولا يكون إلا مع القصر وذلك لأن الروم مثل الوصل وأصل المد العارض للسكون في حالة الوصل كان طبيعيا ومده حركتان (٢) ، ولهذا كان الوقف بالروم كالوصل أي على حركتين. أما إن كان آخر الكلمة التي فيها المد العارض للسكون همزة فيما يعرف بالمد المتصل الموقوف على همزة نحو قوله تعالى: {بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ} - هود - آية - ٦٤ وقوله تعالى: {أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ} - هود - آية – ٨٧ فلا يخلو هذا المد من أحد أمرين:

أولا: إما أن يكون مسبوقا بأحد المدين (المتصل أو المنفصل) أو بهما معا ويسمى هذا المد حينئذ بالمد المتصل الموقوف على همزة المجموع مع ما قبله.


(١) تحبير التيسير في قراءات الأئمة العشرة. تح. عبد الفتاح القاضي. دار الرعي بحلب. ط١ سنة ١٣٩٢هـ. ص: ٦٠. وانظر هداية القاريء. ص: ٣٠٨ وما بعدها.
(٢) شرح المقدمة الجزرية. زكريا شيخ الإسلام الأنصاري. ص:٣٧.