وتفتحت عينا أسامة بن زيد بن حارثة. طفلا على أكرم مثل للقدوة الحسنة ممثلة في الرسول العظيم. وتفتحت عيناه على أكرم مثل للود المتبادل من أمير الأنبياء محمد وأبيه زيد بن حارثة، وأصبح الشاب يافعا توجه إلى فلسطين بعد انتقال الرسول العظيم إلى الرفيق الأعلى وفي خلافة أبي بكر. وكانت سنه ثمانية عشر عاما.
وعندما تولى عمر الخلافة كان يعطي ابنه من مغانم الحرب ثلاثة آلاف درهم ويعطي أسامة خمسة آلاف درهم. ويقول لابنه عندما استكثر هذا على أسامة:"إن أسامة كان أحب إلى رسول الله منك وأبوه أحب إلى رسول الله من أبيك"وهكذا تكون درجات السمو في حب الأنبياء والصالحين. صورها لنا الإسلام في دقة دقيقة.
وإذا أخذنا عاطفة الرحمة والشدة وجدنا أنه شرع الرحمة أسلوبا لمعاملة المؤمنين بعضهم بعضا والقسوة أسلوبا لمعاملة المؤمنين للكفار والمنافقين، فيقول تعالى في وصفه للمؤمنين:{أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}[٧] .
يقول علماء النفس إن عقدة النقص أو مركب النقص كما يسمونه أحيانا هو الشعور بالنقص في ناحية من النواحي التي يحاول الشخص بطريقة لا شعورية أن يعوضها.
فمن منا لا يحاول من حيث لا يشعر أن يصرف الناس عن النواحي التي يشعر أنه أقل من غيره فيها ذلك أن كل شخص يشعر بتفوقه في ناحية من النواحي يحاول بطريقة لا شعورية أن يقنع العالم أن هذا هو الشيء الوحيد الذي يهم.
فإذا لم يكن أخذ نصيبه من التربية ولكنه عصامي الثروة. لم تكن للتربية فائدة في نظره وقال:"إن التعليم لم ينجح إلا في إفساد الناس".
وإذا كان العكس، وكان الرجل قد أخذ بنصيبه من التربية ولكنه لم ينجح في الحياة فإنه لا يترك فرصة تسنح دون أن يقلل من قيمة النجاح في الأعمال. والمصاب بهذه العقدة إذا كان ذا روح عدائية فقد يحاول قهر الشعور بالنقص بالظهور بالسيطرة والغطرسة والمكابرة.