فأخرجوه عن سلطانه"والمراد بالقدرية هنا الشيعة الروافض الذين يعتقدون الجبر كالمغيِّرية المجسِّمة وغيرهم من الشيعة وهم الذين يحصرون المحبَّة في نفر قليل من أهل البيت مع أن الصالحين من أهل البيت الذين تبغضهم الروافض وتذمهم أكثر عدداً من الذين يتظاهرون بحبِّهم. ومن الذين تبغضهم الروافض زيد بن علي والحسن المثنى وزيد بن الحسن وأولادهم بل هم يحصرون الحبَّ والإمامة في اثني عشر إماماً وأهل البيت رضوان الله عليهم آلف وقد ذكر صاحب مقاتل الطالبيين في كتابه الذين قتلوا إلى آخر دولة بني العباس أكثر من خمسة آلاف رجل فكم يكون عدد من لم يقتل وكم يكون عددهم إلى اليوم ونحن نقصد الصالح منهم فقط، هؤلاء الشيعة المنتشرون في مشارق الأرض ومغاربها في صورتهم القاتمة الذين امتلأت قلوبهم حقداً على أهل الإسلام والإيمان من أهل البيت وغيرهم وقد كان مركز الرفض في أول الأمر العراق ثم انتشر فلم يبق بلد إلا وغرز ذنبه فيه. وعُرف العراق في ذلك الوقت بالموطن الخصب لوضع الحديث حتى فسد جلُّ علم علي رضي الله عنه ورواية أهل البيت. قال مالك بن أنس إمام دار الهجرة رضي الله عنه: "إذا خرج الحديث من الحجاز انقطع نخاعه". وفي رواية أخرى لمالك: "إذا جاوز الحديث الحرتين انقطع نخاعه". وقال الشافعي رضي الله عنه فيما رواه عنه ابن أبي حاتم في مناقبه: "إذا لم يوجد للحديث من الحجاز أصل ذهب نخاعه".
وقال العلامة ابن القيم في إعلام الموقعين الجزء الأول (ص ٢١) : "وأما علي بن أبي طالب عليه السلام فانتشرت أحكامه وفتاويه. ولكن قاتل الله الشيعة فأنهم أفسدوا أكثر علمه بالكذب عليه ولهذا تجد أصحاب الحديث من أهل الصحيح لا يعتمدون من حديثه وفتواه إلا ما كان من طريق أهل بيته وأصحاب عبد الله ابن مسعود كعَبِيدَة السلماني وشريح وأبي وائل ونحوهم. وكان رضي الله عنه وكرم وجهه يشكو عدم حملة العلم الذي أودعه.