روى البخاري بسنده عن عبد الله ابن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال:"قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عبد الله ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل"فقلت: بلى يا رسول الله، قال: "فلا تفعل. صم وأفطر وقم ونم فإن لجسدك عليك حقا وإن لزوجك عليك حقا وإن لزوارك عليك حقا"-رواه مسلم بنحوه٣-١٦٣.
وروى البخاري أيضا بسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فلما أخبروا كأنهم تقالوها. فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فقال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدا وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم. فقال:"أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني".
هكذا رتب الإسلام حياة الإنسان، ووضع لها أكمل نظام راعى مطالب جسمه "إن لجسدك عليك حقا، وإن لعينك عليك حقا" وراعى مطالب غريزته الجنسية "وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني" وفي رواية لمسلم "وإن لولدك عليك حقا" وراعى حقوق الناس "وإن لزورك عليك حقا".
لم ينس الإسلام أي حق بل جاء ليعطي لكل ذي حق حقه، في حدود الاعتدال والكمال، حافظ على صحة الإنسان وحث على توقي الأخطار والأضرار قال تعالى:{خُذُوا حِذْرَكُم}[١٣] وقال: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}[١٤] وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يوردن ممرض على مصح" رواه الشيخان. ودعا إلى العلاج والتداوي قال صلى الله عليه وسلم:"يا عباد الله تداووا" أخرجه الترمذي.