وفي السنة النبوية إرشاد لنا بأن نتوجه إلى الله بهذا الدعاء:"اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة لي من كل شر" أخرجه مسلم عن أبي هريرة ٨-٨١.
وتطبيقا لنظرة الإسلام الدنيوية عني الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يزيل ما وقع في ذهن حنظلة من التباس، وما سرى إليه من وهم حين زعم أنه نافق لأنه تشاغل بشؤون أهله وماله.
روى مسلم ٨-٩٤ بسنده إلى حنظلة الأسدي قال - وكان من كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم- قال:"لقيني أبو بكر فقال: كيف أنت يا حنظلة؟ قال: قلت نافق حنظلة. قال: سبحان الله! ما تقول؟ قال: قلت: نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي عين فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيرا. قال أبو بكر: فوالله إنا لنلقى مثل هذا. فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: نافق حنظلة يا رسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما ذاك؟ قلت: يا رسول الله، نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي عين فإذا خرجنا من عندك عاسفنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيرا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ثلاث مرات"
كذلك صحح الرسول صلى الله عليه وسلم نظرة أصحابه الذين حسبوا أن الغلو في العبادة مما يتقرب به إلى الله، وأن إهمال النفس والأهل مما ينالون به رضاه.