للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا يقعد بالمسلمين عن المسارعة إلى إجابة ربهم ما عليه عدوهم من قوة لا يمكن الآن الإعداد مثلها فيعيشون بجانب أعدائهم أذلاء يستجدونهم الكف عنهم، فهيهات هيهات أن يكف عدوك عنك بعد أن بلغ أمنيته من التمكن منك، ونحن نلمس واقعنا الأليم الذي سببه الإهمال في الاستجابة لرب العالمين، فسارعوا أيها المؤمنون إلى استجابة النداء، واذكروا أن الله لم يكلفكم في الإعداد لعدوكم إلا بقدر ما تستطيعون وهو ناصركم وما النصر إلا من عند الله.

ولا يقف في طريقه القوى المادية مهما بلغت، ولهذا نبه الله المؤمنين بقوله: {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ} ، وقال: {وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} ، لقد بيّن الله للمؤمنين طريقهم في الحياة، بيّن لهم القواعد التي تحميهم من شر أعدائهم، ووعدهم النصر إن سلكوا طريقه، والشر محيط بهم من كل جانب، ولا نجاة إلا بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله، عقيدة وعملا ودعوة وجهادا في سبيله حسب ما شرعه الله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} .