فمن ضرورات الحياة للمسلمين الإعداد للجهاد بقدر الاستطاعة لجميع أدوات الحرب، وخصوصا أقوى الأسلحة في حماية الحدود ورد العدوان والهجوم إن احتاج الأمر إليه، ولهذا خص الله في الإعداد رباط الخيل، لأنه كان أقوى الأسلحة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، أقواها على الدفاع والهجوم، وأمر الله للمسلمين دائم في جميع الأزمنة بإعداد ما يناسب كل زمان من عدة الحرب، فلابد للإسلام من قوة ينتشر بها في الأرض لتحرير الإنسان في عقيدته ونشر رحمة الله بين العالمين، وأهداف هذه القوة ما يأتي:
١_ تأمين من يختار هذا الدين على عقيدته وضمان حرية الاختيار والعمل، فلا يصد عن العقيدة ولا يفتن بعد إسلامه.
٢_ إرهاب أعداء الدين من عرفناهم ومن لم نعرفهم، فلا يفكرون في الاعتداء على دار الإسلام.
٣_ أن يبلغ الخوف من قوة المسلمين الحد الذي يجعل أعداء الدعوة لا يفكرون في معارضتها، ولما كان هذا الإعداد يحتاج إلى المال الكثير أمر الله المسلمين بالإنفاق في سبيله، ووعدهم خير الجزاء على ما ينفقون.
والهدف العام من هذا الإعداد أن تكون كلمة الله هي العليا ويكون للدين كله لله، فليس إعدادا من أجل استغلال الشعوب وفتح الأسواق التجارية كما يظهر في أسلوب الدول الرأسمالية، ولا لفرض مذهب بشري من صنع لئيم كالشيوعية، ولا لتقرير سلطان أمة على أخرى، أو جنس على جنس، إنما هو إعداد لله وفي سبيل الله وللخير وفي سبيل الخير للعالمين، لتسود ألوهية الله وتعلو كلمته وينال الناس رحمة الرسالة العامة كما قال تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} .
ولا خلاص للمسلمين إلا بتنفيذ أوامر الله تعالى في إقامة هاتين القاعدتين العظيمتين لحماية المسلمين داخل بلادهم وخارج حدودهم، هما قاعدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تقيم حدود الله وتنفذ شريعته، وقاعدة إعداد العدة للجهاد في سبيل الله.