للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والجواب: بحسب ما شهدته وعرفته أن أول ما يبدأون بتعليمه الشخص الذي يدخل في الإسلام هو النطق بالشهادتين، ثم يلبسونه لباس المسلمين حتى يمكنه أن يغشى المساجد، ويحضر دروس الدين، ثم يخبرونه بأركان الإسلام، وفرائضه مجملة إجمالا يكاد يكون مخلا لأنهم هم أنفسهم لا يعرفون من أحكام الإسلام وفقهه التفصيلات الدقيقة.

إذًا فهم يعطون للمسلم الجديد كل ما عندهم ولو كان غير مفصل، ولا شك أنهم معذورون في ذلك لأنهم قد بذلوا جهد طاقتهم، وما بخل من بذل كل ما يستطيع بذله.

وعلى هذا فإنه يصح القول بأن عدد المسلمين في أفريقية يزداد باستمرار ولكن نوعية إسلام أولئك المسلمين ثابتة أو هي لا تزيد زيادة تساير الزيادة العددية مما حمل بعض المفكرين على القول بأننا يجب أن نركز على تحسين فهم المسلمين الحاليين للإسلام حتى يصبحوا مسلمين حقيقيين، ذوي أثر فعال في المجتمع في بلادهم وبالتالي ذوي أثر فعال في محيط البلاد الإسلامية ككل.

بل وصل الأمر ببعض أولئك المفكرين إلى حد المناداة بعدم العمل على مجرد الحصول على الزيادة العددية، وصرف الجهد إلى تحسين نوعية المسلم هناك.

والقول الفصل في هذا الموضوع أن يكون العمل الإسلامي في أفريقية ذا شعبتين رئيسيتين لا غنى لإحداهما عن الأخرى.

إحداهما: الدعوة إلى الإسلام وإدخال أكبر عدد من المستجبين للدعوة الإسلامية إلى الإسلام.

والثانية: تبصير المسلمين ومن يدخلون حديثا في الإسلام بأمور دينهم، وتحسين فهمهم للإسلام بإرشادهم إلى ما هم بحاجة إليه.

ولا شك أن هذا العمل يحتاج إلى جهود عظيمة، من أهمها توفير العدد الكافي من الدعاة المؤهلين علميا وتربويا لهذا العمل، وممن أعطاهم الله تعالى الصدق في القول والإخلاص في العمل، على أن يبدأوا بتثقيف الدعاة المحليين ثقافة إسلامية خالصة من الشوائب.

كما يحتاج الأمر إلى رصد المبالغ المالية اللازمة.