ولكن ذلك- على صعوبته- ليس بمستحيل التحقيق إذا صحت العزائم، وصدقت النيات.
ففي البلاد الإسلامية من الأشخاص الذين تنطبق عليهم الشروط المطلوبة العدد الوفير والشأن كل الشأن في التفتيش عنهم، وإتاحة الفرصة أمامهم للعمل.
وإن في العمل الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في الوقت الحاضر تحت قيادة الملك المسلم فيصل بن عبد العزيز –حفظه الله- هو مثال حي للسير في هذه السبيل.
فهناك في أفريقية مبعوثون من المملكة عشرات العشرات، وهناك أعداد تتزايد كل عام من خريجي الجامعة الإسلامية وغيرها ممن عادوا إلى بلادهم تدفع لهم المملكة مكافآت مالية طيبة تعينهم على التفرغ للدعوة الإسلامية، وأداء واجبهم في إبلاغ قومهم ما تعلموه في مهبط الوحي، ومنطلق الدعوة الإسلامية، عملا بقوله تعالى:{وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} .
وهناك المساعدات المالية التي تبذل للهيئات والمؤسسات الإسلامية لتحقيق مشروعاتها الإسلامية أو للإسهام في تحقيق تلك المشروعات.
وذلك ليس بكثير على بلاد اختارها الله تعالى لأن تكون مصدر الإشعاع الإسلامي الأول، وشرّف أهلها بأن كانوا في صدر الدعوة المحمدية السمحة هم حملتها إلى كافة الأمم.
بل إن المسلمين في أفريقية يتطلعون إلى هذه البلاد وينتظرون منها المزيد من الخير، ونسأل الله تعالى أن يحقق آمالهم الطيبة، ويوفق كل عامل فيها للمزيد من العمل النافع للإسلام والمسلمين.
كما أن على كل بلد من البلدان الإسلامية الشقيقة من واجب الدعوة إلى الله بقدر ما منحها الله تعالى من الاستطاعة، إما ببذل المال، وإما بتجنيد الرجال، وإما بالقيام بالأمرين معا.