هذه الفئة قد أدت واجبها وقامت بمسئوليتها، وعلى من بيدهم شئون المسلمين وشئون التعليم خاصة، أن يؤهلوا الشباب للنزول إلى معترك الحياة الجادة، يزاحمون الأحياء وهو مسلحون بسلاح الإيمان الصحيح، ليسيروا على هدي السلف الصالح، الذين انطلقوا من الجزيرة العربية، ولا علم لهم بفنون الرومان والفرس وعلومهم وصناعتهم، فلما وطئت أقدامهم دولا أنارها الإسلام بفتحه، وأنقذها من ظلم الحكام بعدله أخضعوا الحياة الجديدة لأحكام دينهم، ووجهوها توجيها يرضي ربهم، وأرجو أن يُعلّم شبابنا كيف لا يغترون بمظاهر الغرب البراقة وكيف يأخذون بأحدث النظريات العلمية الصحيحة في إطار الإسلام، ويطبقونها في بلادهم ولبلادهم بما يتفق وأحكام الشريعة السمحة التي تنحي الضار المحرم وتبقي الحلال النافع.
ولأمر ما أقسم رب الكون، العليم بشؤون عباده أنه لا فلاح للإنسانية إلا إذا آمنت بربها وعملت خيرا وتواصت بالحق وتواصت بالصبر في قوله تعالى:{وَالْعَصْرِ