بعد أن تحرر العقول من أغلال التقاليد البالية والمعتقدات الفاسدة وبعد أن تُكشف أباطيل المكابرين المتعنتين، تستطيع أن تنطلق حرة طليقة باحثة عن الحق متطلعة إلى الهداية منقبة عن الصواب، وقد ناشدها الإسلام أن تتأمل في ملكوت السموات والأرض وأن تتدبر ما أبدع الله من كائنات {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ} ، {أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْأِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ} ، ولا يكتفي الإسلام بهذا بل إنه يحفزنا أيضا إلى التأمل الذاتي في تكويننا الجسمي والعقلي {فَلْيَنْظُرِ الْأِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ} ، {وَفِي الأرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ} ، {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ} وكلما لفت القرآن نظر المسلمين إلى آية من آيات الله أهاب بالعقل أن يتدبرها {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى ِلأُولِي الألْبَابِ}{أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ}{إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}{إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِلْعَالِمِينَ}{كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} .