فإن وجد ترجمة الرجل على فرض التقدير وكان ثقة لم تسلم رواية الأغاني التي نحن بصدد نقد إسنادها، فإذا عرفت هذا فاعلم، أن هذه الأبيات القبيحة لم تصح نسبتها إلى عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود رحمه الله تعالى.
وأما قولك يا جوزيف:"وفعل مثل ذلك ابن سعد في طبقاته ١٨٥-٥"فإني لم أجد الأبيات عند ابن سعد في طبقاته مع أنه ترجم له فيها [١٢] ، ومن جملة ما قال عنه ابن سعد بإسناده عن شيخه الواقدي: إذ قال رحمه الله: "أخبرنا محمد بن عمر، قال حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، قال: كان عبيد الله بن عبد الله بن عتبة يقول الشعر، فيقال له في ذلك فيقول: أرأيتم المصدور إذا لم ينفث أليس يموت؟ "
قلت: إسناد هذا الخبر متروك لكونه روي عن طريق الواقدي.
قال الذهبي:"محمد بن عمر واقد الأسلمي مولاهم الواقدي، القاضي المدني، صاحب التصانيف، وأحد أدعية العلم على ضعفه".
قال الإمام أحمد بن حنبل:"هو كذاب يقلب الأحاديث، يلقي حديث ابن أخي الزهري على معمر ونحو ذا".
قال ابن معين:"ليس بثقة"، وقال مرة:"لا يكتب حديثه"، وقال البخاري وأبو حاتم:"متروك"، وقال أبو حاتم أيضا والنسائي:"يضع الحديث"، قال الدارقطني:"فيه ضعف". قال ابن عدي:"أحاديثه غير محفوظة والبلاء منه". وقال أبو غالب بن بنت معاوية بن عمرو: سمعت ابن المديني يقول: "الواقدي يضع الحديث"، قال المغيرة بن محمد المهلبي سمعت ابن المديني يقول:"الهيثم بن عدي أوثق عندي من الواقدي لا أرضاه في الحديث، ولا في الأنساب، ولا في شيء"، قال إسحاق بن الطباع:"رأيت الوقدي في طريق مكة يسيء الصلاة"، وقال البخاري:"سكتوا عنه ما عندي له حرف"قال ابن راهويه: "هو عندي ممن يضع الحديث"، قال الذهبي:"ومات وهو على القضاء سنة سبع ومائتين في ذي الحجة، واستقر الإجماع على وهن الواقدي"[١٣] .