أما أبو الفرج الأصبهاني، فهو علي بن حسين بن محمد بن أحمد بن الهيثم بن عبد الرحمن بن مهران، قال الخطيب بإسناده الجيد عن محمد بن الحسين بن الحسين النوبختي يقول:"كان أبو الفرج الأصبهاني أكذب الناس، كان يدخل سوق الوراقين، وهي عامرة، والدكاكين مملوءة بالكتب، فيشتري شيئا كثيرا من الصحف، ويحملها إلى بيته ثم تكون رواياته كلها منها"[٨] .
وقال الذهبي:"كان وسخا زريا خلّط قبل موته، وكانوا يتقون هجاءه"[٩] .
قلت: يوجد في هذا الإسناد رجل آخر لم أجد له ترجمة في المراجع التي بين يدي، وهو ذكوان القرشي والد أبي الزناد الذي ينتهي إليه إسناد هذه الأبيات.
قال فيه الحافظ بن حجر:"قيل كان أخا أبي لؤلؤة قاتل عمر"[١٠] .
وأما قول الشيخ حماد محمد الأنصاري -وهو أستاذنا الفاضل بالجامعة الإسلامية - هو ذكوان السمان وهو من رجال مالك في الموطأ الخ ...
فقلت: هذا وهم ظاهر لا يخفى على أمثال الشيخ حماد وفقه الله تعالى لأن أبا صالح الذكوان السمان لم يعرف لأبي الزناد الذي هو عبد الله بن ذكوان عنه سماع، ولعل الشيخ حماد الأنصاري التبس عليه في هذين الراويين لكونهما اتفقا في اسميهما، وأسماء آبائهما، وهذا مما لا شك فيه من أخطر المواضع وإليه أشار الحاكم في علوم الحديث [١١] .
ومما قال الشيخ حماد وفقه الله تعالى:"إن رواية أبي الزناد عن أبيه اعتمد عليها مالك في موطئه".
قلت: وقد بحثت عن هذه الرواية في كلا الروايتين الموجودتين عندنا في مكتبتنا أعني رواية يحيى بن يحيى الليثي الأندلسي، ورواية محمد بن الحسن الشيباني لموطأ الإمام مالك فلم أجد فيهما هذه الرواية فلم أدر على أي رواية اعتمد فضيلة الشيخ حماد الأنصاري حفظه الله تعالى؟