أ- هل عرفت تلك الشخصية التي نسبت إليها هذه الآبيات بناء على إخراجها من قبل أبي الفرج الأصبهاني في كتابه الأغاني؟
ب- هل تتفق هذه المعاني القبيحة التي تحملها هذه الأبيات مع ترجمة عبيد الله المذكور؟
ح- هل درست إسناد هذه الأبيات؟
إن كنت لا تدري فتلك مصبية.
أو كنت تدري فالمصيبة أعظم.
وأما ترجمته:
فهو عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي رحمه الله، أبو عبد الله المدني.
قال العجلي: "كان أعمى، وكان أحد فقهاء المدينة، تابعي ثقة، رجل صالح، جامع للعمل، وهو معلم عمر بن عبد العزيزن قال أبو زرعة الرازي: ثقة، إمام".
قال الطبري: "كان مقدما في العلم، والمعرفة بالأحكام، والحلال والحرام. وكان مع ذلك شاعرا مجيدا"، وقال بن عبد البر: "كان أحد الفقهاء العشرة، ثم السبعة الذين تدور عليهم الفتوى، وكان عالما فاضلا، مقدما في الفقه، تقيا، شاعرا محسنا، لم يكن بعد الصحابة إلى يومنا هذا - فيما علمت - فقيه أشعر منه، ولا شاعر أفقه منه".
وقال أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز: "لو كان عبيد الله حيا ما صدرت إلا عن رأيه" [٦] .
قلت: لم يلزم من كونه شاعرا، أن يكون شعره كهذا الشعر الساقط السافل.
ب- لم تتفق هذه المعاني القبيحة المنكرة مع ترجمة المذكور، وقد اتفق علماء الحديث على أنه إمام، تقي، زاهد، كما تراه في المصادر المذكورة.
ح- وأما إسناد هذه الأبيات فهو إسناد موضوع مكذوب كما ستراه إن شاء الله تعالى.
قال أبو الفرج الأصبهاني: حدثنا محمد بن جرير الطبري، والحرمي بن العلاء، ووكيع، قالوا: حدثنا الزبير بن بكار، قال: حدثني إسماعيل بن يعقوب، عن أبي الزناد، عن أبيه، قال: قدمت المدينة امرأة من ناحية مكة من هذيل، وكانت جميلة، فخطبها الناس، وكادت تذهب بعقول أكثرهم، فقال فيها عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، ثم ساق الأبيات المذكورة [٧] .