وهدفها الخاص ورسالتها المعينة التي ظهرت أخيرا وهو تعليم اللاجئين مبادئ الدين المسيحي، وتلقينهم دروسا في التبشير ليكونوا دعاة رسالتها في المجتمعات التي يعيشون فيها، وهكذا أظهرت في بادئ الأمر العطف والرحمة والإنسانية فاستدرت عطف الوطنيين حتى تمكنت، ثم أظهرت غرضها الثاني، وكان غرضها الأول إنسانيا بحتا وكان ظاهرا للعيان مما شجع الأثرياء وغير الأثرياء على مساعدتها للنهوض برسالتها على أنها إنسانية وأما الغرض الثاني (الحقيقي) التبشير بالدين المسيحي ونشر تعاليمه في الأوساط المختلفة فقد تحقق بعد إتمام الغرض الإنساني الظاهري، وبعد أن تم لها تحقيق الهدفين من هجرتها، كانت تقوم بتزويج أبنائها لبناتها الذين تربوا في رعايتها وتحت كنفها منذ ما يبلغ كل منهما سنا معينة ولا تتركهما بعد الزواج بل تيسر لهما عملا يرزقان منه وتمدهما بالمساعدة المالية اللازمة على أن ترد هذه المساعدات على أقساط شهرية إلى إدارة الملجأ، وإيمانا من هؤلاء برسالة الملجأ، ووفاء لأمهم التي ربتهم وشملتهم بعنايتها يقومون بتسديد الأقساط الشهرية بمواعيدها وعن طيب خاطر، ومن تلقاء أنفسهم بل ومنهم من كان يتبرع للملجأ بعد السداد، وهكذا استطاعت هذه الأمريكية أن تنشأ لها دولة داخل الدولة تأتمر بأمرها وتنفذ تعاليمها وتنشر رسالتها بل وتنقلها من جهة إلى أخرى ومن جيل إلى جيل، واستطاعت أن تنشر دينها بطريقة سلمية منظمة، ثم توفيت وتركت رسالتها أمانة في عنق أبنائها الروحانيين.