للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المسألة الثانية: وهي ادعاؤهم وزعمهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكثير من الصالحين يعلمون الغيب.

وقبل الخوض في هذه المسألة نبدأ بمقدمة ينكشف بها أن المزاعم الباطلة والافتراءات الكاذبة لا ترفع شيئا من منزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس من تعظيمه وتوقيره في شيء بل ذلك عدوان على منصبه ومنابذة لشرعه ورسالته.

إن المؤمن الحق يعتقد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرم البشر وسيد الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام وأنه يجب تعظيمه وتوقيره وتعظيم واحترام ما جاء به من قرآن وسنة وأنه الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.

وهنا نتساءل ما هو البرهان الصحيح العملي الذي يقيمه المؤمن على هذا الحب والتعظيم والتوقير.

والجواب: السديد أن ذلك يكون بطاعته.

١- والتفاني فيها واتباع ما جاء به بحيث لا يزاحمه في هذه الطاعة وهذا الاتباع الصادق أحد كائنا من كان جاعلا المؤمن نصب عينيه {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} .

٢- ويكون ذلك بحبه الصحيح الذي يفوق حب النفس والوالد والولد والمال والناس أجمعين "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين".

٣- ويكون ذلك بموافقته في كل أمره فما أحبه رسول الله يحبه وما أبغضه يبغضه.