٤- ويكون ذلك أيضا بتصديقه في كل ما أخبر به تصديقا وإيمانا لا يرقى إليه أدنى شك ولا ريب واتخاذ أخباره قضيا مسلمة لا تقاس ولا توزن بكلام أحد بل أقواله وأفعاله وأخباره وتشريعاته في الميزان الصحيح الحق لأقوال الناس وأعمالهم فما وافقه فهو الحق وما خالفه فهو الباطل سواء كان في مجال الاعتقاد أو التشريع أو الأخلاق أو السياسة أو الاجتماع أو الاقتصاد أو غيرها من شئون الحياة الدنيا أو الدين.
أما الغلو فيه وإطراؤه مع الاستخفاف بأوامره ونواهيه وتشريعاته وتعاليمه وبغض ما يحبه وحب ما يبغضه وتقديم طاعة الناس والأهواء على طاعته والحيدة والروغان عند أخباره فهذا في الواقع هو العداء السافر أو المقنع فما قيمة تعظيم مزعوم لا ينقاد صاحبه ولا يسلس له قياد إلا فيما يوافق هواه وما يتبعه من مذاهب وتقاليد وعادات، ما قيمة تعظيم أشبه بصراع عنيف مع تعاليمه ومصادمة لا تقف عند حد، فإذا قال افعلوا هذا قيل سمعنا وعصينا وإذا قال اتركوا ذلك قيل لا بد من فعله وإذا أخبر عن أمر أنه كذا وكذا قيل لا بد من وزن هذا الكلام وعرضه على آراء الناس، فإذا قال صلى الله عليه وسلم:"لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم إنما أنا عبد الله ورسوله"، قيل ليس لنا بد من إطرائك والغلو فيك وإذا قال الله لرسوله {قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ} .
لا يرفع أناس الخبر رأسا ولم يقيموا له وزنا ولم يعيروه أي اهتمام بل قالوا: