لقد كان العلماء في عصورهم الزاهية _ ولا زالوا _ ينتشرون في أنحاء البلاد ينيرون للناس السبيل إلى الله، ويبصرونهم بكتاب الله سبحانه وتعالى، وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وتاريخ السلف الصالح. في أخلاقهم وخوفهم من الله. في بطولتهم، وشجاعتهم. في حبهم لما عند الله، وإنابتهم إلى الله، ومجافاتهم لدار الغرور. كان العلماء يبلغون الرسالة في أمانة وخوف وخشية من الله.
تراهم. فترى فيهم نور القرآن، وجمال العلم، وأدب الإسلام، وشعار الفضيلة. ترى حسن الصلة بالله وبالناس، فسعد بهم العالم، وعرف عن طريقهم هداية القرآن، وما جاء به المبعوث رحمة للعالمين.
عرفت المجتمعات الإسلامية. المبادئ الإنسانية السامية، وَوَضَح لها الحلال الطيب من الحرام الخبيث، فكان هناك الأمن الشامل، والسعادة الوارفة الظلال، فساد الهدوء والإخاء، والمحبة والتعاون، والورع والعفة، والفضيلة والحياء، وحب الخير والإيثار، والتعاون على البر والتقوى. تنبعث كل هاتيك الصفات من صدور مشرقة بنور الإيمان وصفاء اليقين. الله أكبر لقد عرفت الأمة عن طريق ورثة الأنبياء. السبيل إلى الله والدار الآخرة والصراط المستقيم. الموصل إلى الفوز بجنة الفردوس في دار الخلود.
إعلان
أنا طه محمد الزيني محقق كتاب الإمامة والسياسة الذي نشرته مؤسسة الحلبي بالقاهرة. أعلن للناس جميعا أنني غير راضٍ عما في هذا الكتاب من كل رأي يخالف رأي أهل السنة والجماعة وعن كل ما ورد فيه ماسا ببعض الصحابة والتابعين أو ما يفهم منه نصرة طائفة على طائفة بغية التفريق بين المسلمين.