٤- ملاحظتهم في أداء الشعائر التعبدية كالصلاة وما يتصل بها من وضوء ونحوه، والوقت الذي يؤمر فيه الصبي بالصلاة هو السابعة من عمره، وهو بطبيعته سيحاول تقليد أبيه وأمه في صلاتهما ووضوئهما قبل ذلك، وسيرى الناس مع أبيه في المسجد يصلون باستمرار، فيرتسم في نفسه أن هذا أمر لا بد منه، فإذا بلغ العاشرة من عمره، وأمر بالصلاة ولم يصل، عندئذ يؤدب بالضرب حتى يصلي، وهذا العمل يعتبر حفاظا من الشريعة على الطفل، وتمرينا له على الطاعة قبل أن يبلغ السن التي يكون مكلفا فيها تكليفة إيجاب، وهو احتياط عظيم جدا، فإن الطفل إذا بدئ بتمرينه على الطاعة، قبل سن الرشد بأربع سنوات أو خمس لا يأتي وقت تكليفه إلا وهو يعمل ما كلف به عن طواعية واختيار، ولا يفوت شيئا مما يجب عليه، بخلاف ما إذا ترك دون تمرين حتى يصل إلى سن البلوغ فإنه سيتردد في فعل الواجب، وسيفوت بعضه في أول الأمر حتى يمرن مدة من الزمن كافية، وهذا من محاسن التربية الإسلامية التي لا توازيها أي تربية يكون مصدرها سوى الإسلام.