١- العناية بتربيتهم الجسمانية وقت الطفولة من غذاء منظم مفيد، ونظافة وعلاج عند الحاجة، ونحو ذلك مما يساعد على نمو أجسامهم وسلامتها، وقوة أعضائهم، فإن قوة الجسم مطلوبة مع غيرها من القوى المعنوية، كقوة العقل، وقد مدح الله تعالى طالوت عندما خصه بالقيادة بصفتين عظيمتين، احداهما قوة الجسم والثانية كثيرة العلم، فقال:{وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ} والمؤمن القوي الجسم الذي يقدر على القيام بأعمال مفيدة نافعة له ولإخوانه المؤمنين خير من ضعيف الجسم الذي لا يقدر على ذلك وقد مضى ما يدل على هذا المعنى في الحديث الصحيح الذي فيه: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير ".
٢- العناية بتنشئتهم على الأخلاق الفاضلة في وقت الصغر، فإن الأمور التي يطبع عليها الصغير قلما يفارقها في كبره، فيجب أن يمرن على الصدق والوفاء وعلى الشجاعة والكرم، وإكرام الضيف والجار والشفقة على الضعيف والاعتماد على النفس في جلب المعاش وغير ذلك من الصفات الحميدة، كما ينفر من أضداد تلك الصفات وأشباهها، ولا يتأتى هذا الأمر إلا إذا توفرت هذه الصفات الحميدة في الآباء وغيرهم من أهل البيت. فإن الطفل يكتسب من أهل البيت صفاتهم التي يراهم يلازمونها، حسنة كانت أم سيئة، فيجب أن يكون الكبار قدوة للصغار في أعمال الخير.
٣- العناية بتنمية مواهبهم العقلية بالتدريج، بحيث لا يحملون ما لا يطيقون ولا يهملون مطلقا، بل يبدأ معهم بتمارين مناسبة لعقولهم، وخير ما أرى أن تنمى به عقولهم في المرحلة الأولى تعريفهم بأن ما يشاهدون من هذا الكون من إنسان وحيوان وشمس وقمر ونجوم وسماء وأشجار كلها من مخلوقات الله، حتى ينشأوا على معرفة ربهم وأنه المتصرف في هذا الكون ليحتفظ لهم بفطرتهم التي فطرهم الله عليها.