للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أغرك أن فتق الله سرا

لديك عن الخلق قبل أسر

وماذا من العلم في جعبة الكو

ن نلت؟ لقد نلت ما قد نذر

ومن يمتح البحر مهما استزاد

فما نقص البحر بعض القطر

فدع عنك هذا الغرور الغشوم

وانصت إلى الله في كل سر

تعاظمت لما ملكت القوى

من النار والمعدن المنصهر

وركبت منها العجيب الرهيب

بعقل حباك الإله المبر

فيا كرم الله كم يعظم الفضل

-م- منه ويغوي الجحود المصر

أئن أمر الله آفاقه:

ألا فافتحي الباب للمختبر

لعل المعاند اما ارتقى

فشام الروائع للذقن خر

وأجهش في عبرات اليقين:

(تباركت من خالق مفتطر)

عتوت كأن قد سمكت السماء

وأنجمها الزاهيات الزهر

وغلفت قلبك بالكبرياء

وطرفك في النكر طرف النمر

ومن قبل كان أبو الأنبياء الـ

ـخليل-إذا ساح-جم الفكر

يقلب في الكون أنظاره

ووجدانه باليقين عمر

على الأرض ثمة لا مرصد

لديه ولا طائر بالشرر

رأي الناس في لجة غارقين

لبازغة عبدوا أو حجر

فناداهم أين فضل النهي

-ظلمتم- أليس الدليل أبر

تعالوا لنعبد من لا يزال

له الحول والطول المستمر

ولما رأى النجم أهوى بهم

إليه وللبدر لما بدر

وللشمس بازغة كالعروس

- تطل من الأفق – فيها خفر

وغابوا جميعا فما بالهم

يسيرون في نهج مستطر

أما يملكون – على عظمهم-

بقاء ثوان على ما سطر

فلله وجهي الذي خلق الكو

ن بدءا وأعطى لكل قدر

ويا قوم لا تسفهوا بعدها

لقد حصحص الحق للمفتكر

متى أخلص المرء وجدانه

لرب السماء راى واعتبر

ولاحت له في كتاب الوجود

حقائق مسطورة كالسور

وليس بنافعه أن يرود

عباب الفضاء بقلب كدر

فكم آية تبهر المستريد

ولكن ناظره قد سكر