للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تباركت ربي الحليم الغفور

بسطت من الفضل للخلق ثر

مننت على العابدين الحديد

- م – والسائل اللاهب المنفجر

لترفعها حجة كالنهار

على منكر في عماه سدر

ألفنا السبات ومن حولنا

يمورون كالمارج المستعر

وكل أبي إذا شاقه

من المجد نور أعد السهر

غدا يسأل الله اما وقفنا

يحاسبنا عن حصاد العمر

علام رضيتم لراياتكم

بدار السباق بأن تندحر

ألستم رجال الكتاب المبين

متى جاءه مخلص لم يبر

فإن خفت خزي العقاب الأليم

-م- قبل الفوات وقبل الحسر

فشق إلى النور درب الجهاد

وصح للعلا بالأباة الصبر

فما هتك المعتدين الغزاة

سوى مؤمن كالشهاب أعر

إذا رفع الكفر أعلامه

ففي عصب المؤمنين خور

ولو زأر الليث في غيله

لولى لفيف الذئاب الدبر

ولكنها غمة في الفؤاد

أماتت حمية من يستعر

وبات الملهب في غيظه

لخذلانه ساعدا قد بتر

أنعطي الدنية في أمرنا

ونصبر إذ ذم من يصطبر

وتسحب من تحتنا أرضنا

كما سلب الثوب عن ذي سكر

ونرقص والعار وسم الجبين

وأعداؤنا راصدون غدر

وما كان في شيم الأولين

إذا مسهم نائب من صغر

كأن لم يلدنا مثنى الحروب

ولم يفتح الأرض فينا عمر

ولكننا قد كرعنا الهوا

ن حتى نكرنا مجاج الظفر

ولكن قومي وإن أسرفوا

لهم في المعالي قديم الأثر

لعلي بهم بالعدي يعصفون

كما تنزع الريح رأس الشجر

فتطهر من رجسهم قدسنا

وتشدو مآذنها في السحر

وترفل بالنصر مغترة

مرابعها والمقام الطهر

ومن عاش للثأر لم يغتمض

ولم يهدر الحق كان الظفر