وأما ما جاء في الفصل الأخير الذي عنوانه موقف الإسلام من الرأسمالية والشيوعية فهو قوله:"إذا كانت الرأسمالية كما يدل عليها اسمها هي كون السلطة بكاملها بأيدي الأغنياء والمال مقسم بينهم على قاعدة أن المال يأتي بالمال، فإن إله هذا المجتمع لا يشبه إلا العجل الذهبي إذ أن المجتمع فيه يخضع لأفاكين منحطين ولهم أفكار دنيئة، ذلك لأنهم يعتبرون ما للفرد من رصيد في البنك ولأن المال لا تفوح منه رائحة عفنة. أما الرجل العادي النظيف الشريف الذي ليس له مال فإنهم يحقدون عليه وينظرون إليه على أنه متخلف متهور إنسان غير مرغوب فيه، ولذ فإنه يمكن لهؤلاء الرأسماليين أن يستغنوا ببيع الفضلات للأمم الضعيفة وبأخذ أموالهم عن طريق الربا، وأنه مهما يكن الواحد منهم فإنه توهب له الجنسية والجنسيات العديدة ويرقى إلى أعلا مراتب القومية، ويدخل أي مجموعة كانت كل ذلك لأجل أشباع نهمه وتحقيق أغراضه السافلة.. العدالة ومراكز الرآسة والصحافة وكل وسائل الإعلام بأيدي الأغنياء، فهذه الرأسمالية، العدو الذي يمتص دم الناس وعرق الفقراء".