للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما رد المؤلف على المعارضين لتطبيق القانون الإسلامي فإنه صاغه في صورة احتجاج عليهم لأنهم يستطيعون قطع عوض أو حتى جزء كامل من الإنسان للحد من سريان المرض في بقية جسده، أو ربما لإجراء تجربة عليه دون اعتبار لقيمته، ثم هم لا يسمحون بالقصاص أو الخلاص من عضو أفسد المجتمع ونخر هيكله!.. ولو طبق قانون رب العزة والجلال لما تجرأ أحد على خلع عين غيره أو انتهك حرمات الناس، وعندنا المملكة العربية السعودية وما يتمتع به أهلها من اطمئنان على ممتلكاتهم خير شاهد على نجاعة القانون الإلهي، فمنذ قيام المغفور له عبد العزيز بن سعود ظهرت نتيجة الحكم العادل، حتى أن الزائر لهذه البلاد اليوم يشاهد أروع ما في العالم.. يشاهد الأمتعة الثمينة في المحطات والأمكنة العمومية للمسافرين من غير حراسة ولا يفقد منها شيء، كما يشاهد دكاكين المجوهرات مفتوحة وقد توجه أصحابها إلى الصلاة وتركوها وراءهم مطمئنين أنها لن ينقص منها ذرة.. واسمعوا هذه الواقعة: كان ذلك سنة ١٩٣٥ م عندما نزل جدى بميناء جدة وكان غرضه أداء فريضة الحج، وفجأة فقد حزامه الذي به كامل ماله فاضطرب اضطرابا شديدا، ولم يدر ماذا يفعل!.. ولكن نصحه أحد الحجاج المرافقين له بإبلاغ الأمر إلى الشرطة فعمل بهذه النصيحة، وتوجه نحو مكة المكرمة، ولما وصلها جاءه آمر الشرطة وسلمه حزامه وبداخله كل ماله.

وفي مكة المكرمة والمدينة المنورة وغيرهما انتشر الصرافون على القرعة وقد وضعوا أمامهم مختلف العملات من غير حاجز يحميها من اللصوص لأن أصحابها لا يخافون تفجير المفرقعات مثلما يحدث في البلاد المتمدنة عند محاول الاستيلاء على أحد البنوك!.