وهكذا نجد أن ابن المديني رحمه الله دخل في المحنة خائفا على نفسه لا معتقدا صحة ذلك كما صرح بذلك عن نفسه وصرح غيره كما في النقول المذكورة وإن دخوله هذا أثر في إعراض بعض المحدثين عن الرواية عنه ولما كان قد تاب واعتذر بأن الذي حمله على الدخول الخوف على نفسه لم يلتفت إلى ما سلف منه كثير من المحدثين فرووا عنه وعلى رأسهم الإمام البخاري الذي شحن صحيحه بالرواية عنه وبلغ جملة ما رواه عنه في الصحيح ثلاثمائة وثلاثة أحاديث.
شيوخه يستفيدون منه:
وكما كان ابن المديني يستفيد من شيوخه فهم أيضا يستفيدون منه وقد صرح بعضهم بذلك. قال شيخه يحيى بن سعيد القطان: "كنا نستفيد منه أكثر مما يستفيد منا"وقال سفيان بن عيينة: "يلومونني على حب علي، والله كنت أتعلم منه أكثر مما يتعلم مني".
آثاره:
ألف ابن المديني في الحديث مصنفات كثيرة العدد جليلة القدر.
قال النووي في تهذيب الأسماء واللغات: "وكان علي أحد أئمة الإسلام المبرزين في الحديث صنف فيه مائتي مصنف لم يسبق إلى معظمها ولم يلحق في كثير منها".
وقد أورد الحاكم أبو عبد الله في كتابه معرفة علوم الحديث – ص ٨٩ – فهرست مؤلفاته نقله عن شيخه محمد بن صالح الهاشمي قال: "سمعت الشريف القاضي أبا الحسن محمد بن صالح الهاشمي قاضي القضاة يقول: هذه أسامي مصنفات علي بن المديني:
١- كتاب الأسامي والكنى ثمانية أجزاء.
٢- كتاب الضعفاء – عشرة أجزاء.
٣- كتاب المدلسين – خمسة أجزاء.
٤- كتاب أول من نظر في الرجال وفحص عنهم – جزء.
٥- كتاب الطبقات: عشرة أجزاء.
٦- كتاب من روى عن رجل لم يره – جزء.
٧- كتاب علل المسند – ثلاثون جزءا.
٨- كتاب العلل لإسماعيل القاضي – أربعة عشر جزءا.
٩- كتاب علل حديث ابن عيينة - ثلاثة عشر جزءا.