للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله: {إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} استثناء من الجنس والمستثنى منه بعضهم. وقوله: {وَقَلِيلٌ مَا هُمْ} ، الجملة اعتراضية، تذييلية للتأسف على قلة المؤمنين والتعجب من هذه القلة. وقليل خبر مقدم وما صلة لإفادة التعجب وهم مبتدأ مؤخر وإنما أفادت التعجب لأن الشيء إذا بولغ فيه بإبهامه كان مظنة للتعجب منه قيل: ما أقلهم.

وما في قوله: {أَنَّمَا فَتَنَّاهُ} هي الكافة وهي التي تهيئ إن وأخواتها للدخول على الأفعال فهي صلة والمعنى وظن داود أنا فتناه. والفاعل على قراءة تشديد النون هو الله تعالى، وعلى قراءة التخفيف هو الخصمان. والفاء في قوله: {فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ} لإفادة مسارعته عليه السلام إلى التوبة وتعقيب الفتنة بالاستغفار، {رَاكِعاً} حال مقدرة. و {ذَلِكَ} مفعول غفرنا وقيل خبر لمبتدأ محذوف أي الأمر ذلك. والإشارة إلى ما فتن به. و {وَحُسْنَ مَآبٍ} على قراءة النصب بالعطف على اسم إن وبالرفع مبتدأ والخبر محذوف تقديره له.

المعنى الإجمالي:

وهل جاءك يا محمد خبر تخاصم وتحاكم المتخاصمين إذ تسنموا حائط قصر داود عليه السلام وقت أن أرادوا الدخول عليه، لقد أخافه دخولهم على هذه الصورة الغريبة، فلما رأوه ذعر منهم طمأنوه بقولهم له: لا تخف أيها الملك: نحن فريقان متخاصمان تعدى بعضنا على بعض فافصل بيننا بالعدل ولا تجر في حكمك، وأرشدنا إلى طريق الحق ومنهج العدل. ثم تقدم إليه المظلوم وقال – مشيرا إلى من ظلمه – إن هذا شريكي له تسع وتسعون شاة ولي شاة واحدة فطلب مني أن يكفلها وقهرني في طلبه. فقال داود: لقد تجاوز حده، وتعدى عليك بسبب طلب ضم شاتك إلى شاءه، ثم وعظهم عليه السلام فقال: "وإن كثيرا من الشركاء ليتعدى بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وما أقلهم؟ "