لقد أنزل الله سبحانه الأديان لتحكم بين الناس بالحق والعدل، وأذكرك بهذه المناسبة بالدين الإسلامي العظيم، وهو امتداد لشريعة المسيح عليه السلام كما أن المسيحية امتداد لشريعة التوراة فقد قال المسيح:"ما جئت لأنقض الناموس، بل جئت لأتمم"كذلك قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" بل إن الإسلام مسيحية مصححة بعيدة عن الانحرافات التي طرأت عليها عبر القرون كما أعلن هذه الحقيقة مؤرخو وعلماء النصارى أنفسهم أمثال (الهرارنست دي يونس) في كتابه (الإسلام: أي النصرانية المصححة) .
لقد بشر المسيح عليه السلام بهذا النبي في فقرات كثيرة من الأناجيل، فقد جاء في إنجيل يوحنا (١٢:١٦ و ١٣)"إن لي أمورا كثيرة أيضا لأقولها لكم، ولكن لا تستطيعون أن تتحملوا الآن، وأما متى جاء روح الحق فهو يرشدكم إلى الحق، لأنه لا يتكلم من نفسه، بل كل ما يسمع يتكلم به، ويخبركم بأمور آتية".
وكان المسيح يعبر عن محمد المبشر به بلفظ (النبي) ، وبلفظ (فارقليط) وهو تقريب لفظ (بيريكلتوس) اليونانية ومعناها (الذي له حمد كثير) أي محمد. وقد جاء في أسفار التوراة والمزامير بشارات كثيرة بالنبي محمد اكتفي بذكر أسمائها وأرقام فقراتها (سفر التثنية – الإصحاح ١٨) والمزمور التاسع والأربعين بعد المائة، والعاشر بعد المائة، وأشعيا في الإصحاحات (٨ و ٩ و ٦ و ٣٥ و ٤٢ و ٤٣) ودانيال في الإصحاح (٢ و ٧) وحبقوق إصحاح (٢) ، وزكريا إصحاح (٣) وملاحي إصحاح (٣) .