وأذكرك – يا عظيم ملته – بهذه المناسبة أن العالم اليوم ينقسم إلى معسكرين، معسكر الرأسمالية، ومعسكر الشيوعية، معسكر الفردية ومعسكر الجماعية، ويمثل هذين المعسكرين: الدول الغربية والدول الشرقية. وبقاء هذين المعسكرين يهدد السلام بالخطر وليس هناك حل سوى الإسلام فهو وسط بين الفردية والجماعية، ووسط بين الروحية والمادية، قد جمع بين كل منها في أروع نظام وأجمل تناسق.
وهذا يجعل الفاتيكان إذا اعتنق الإسلام، يتقدم إلى العالم بالحل السلمي الصحيح الذي يرضى جميع المعسكرات المتطاحنة فيتحقق على يده السلام والسعادة الحقيقين. فمن الواجب المحتم إنقاذا للبشرية بالمسارعة إلى اعتناق الإسلام ودعوة الناس إليه.
ومن هذه المتناقضات والأدلة على بطلان عقيدة الصلب ما جاء في (سفر التثنية)"لا يقتل الآباء عن الأولاد ولا يقتل الأولاد عن الآباء، كل إنسان بخطيئته يقتل! "
إن الإسلام أشاد بعظمة المسيح وأمه مريم الصديقة، وأن الله أنقذه من الصلب ونصره على أعدائه من اليهود ورفعه إليه، وهذا بخلاف ما يزعمه النصارى الذي يعتقدون بأن اليهود أهانوه وعذبوه وصلبوه، ولا أدري كيف تتفق عقيدة الصلب هذه مع قول التوراة:"ملعون من وضع على خشبه"فأي العقيدتين ترفع من شأن المسيح وتشيد بعظمة الله.
وكذلك يعتقد المسلمون بأن الله سبحانه واحد لا شريك له، ليس له والدة ولا زوجة ولا ولد شأن البشر، فأين هذا من عقيدة النصارى من احتقار الله وسبه وأنه حمل وولد، وكان يأكل ويشرب ويتغوط وينام، هو الله وابن الله، وأن الله أو ابنه حل فيه، ثم تركه يصلب من قبل اليهود ليكفر عن خطيئة آدم، مع أن الله يقول بأن آدم طلب المغفرة من الله بعد خطيئته فغفر له وانتهت القضية دون أن تلحق أحدا من البشر كما تقتضي أبسط مبادئ العدل الإلهي والبشري.