ولا يخفى ما سببته عقيدة الخطية من تعذيب البشر وخاصة النساء والأطفال منهم وليس لهم ذنب، ولا يخفى أن هذه العقيدة شأن عقيدة التثليث والصلب عقيدة وثنية موجودة في تاريخ الهند القديم وغيرها من الأمم السابقة للمسيحية. وكم أتمنى لو يطلع زعماء النصارى على كتاب (العقيدة الوثنية في الديانة النصرانية) فيرون العجب العجاب وكيف أنهم يدينون بالوثنية وهم يشعرون أو لا يشعرون وهم يعتقدون أنهم لا يزالون يدينون بالمسيحية التي جاءت من عند الله.
كل ذلك يدعوك – أيها البابا بولس السادس- عظيم أهل ملته إلى دعوة المسيحيين في العالم لاعتناق الإسلام والدخول فيه إجابة لدعوة المسيح الذي بشر به، وإنقاذا للبشرية مما تعانيه اليوم من اضطراب وفوضى بسبب نظمها الوضعية العاجزة والقاصرة والمجحفة. وأذكركم بهذه المناسبة تمهيدا لانتشار الإسلام والسلام بوجوب دراسة الاختلافات الدينية بين المسيحية والإسلام لإزالتها فما كان دين الله ليتناقض، وليفرق، بل ليجمع ويوحد.
إن المسيح أعلن في فقرات كثيرة في الإنجيل أنه عبد الله ورسوله، وأن الحياة الأبدية أن يعرفوا أن الله هو الإله الحقيقي وحده، وأن المسيح رسوله (يوحنا ١٧/٣) حتى أنه لم يقبل أن يقال له (السيد) فقال لحواريه: "السيد هو الله وحده"وهناك عشرات من الآيات سواء في التوراة أو الإنجيل تعلن هذه الوحدانية لله وقد جاء في إنجيل مرقس فأجابه يسوع: أن أول كل الوصايا هي: "اسمع يا إسرائيل: الرب إلهنا واحد"(الفصل ١٢ العدد ٣٩) ويبقى بعدها فقرات قليلة جدا فهم منها بعض المسيحيين ألوهية المسيح، وقد تكون مدسوسة أو محرفة ويجب تأويلها لتتفق مع جميع ما جاء في التوراة والإنجيل خشية أن يقال أن هذا الإنجيل فيه اختلاف وتناقض.