وأذكر على الدوام أن جميع الكتب السماوية والأنبياء كلهم جاءوا بالتوحيد وأن التثليث جاء طارئا على ديانة المسيح بسبب قسطنطين وبولس وأن مجمع (نيقية) الذي قرر التثليث وهو عقيدة وثنية كانت قبل المسيح بضغط من الملك قسطنطين بينما كانت أكثرية أعضائه تنادى بوحدانية الله وأن المسيح عبده ورسوله.
وإنني ألفت نظركم بعدد خطير أصدرته مجلة لايف الأمريكية عام ١٩٥٥ كما أظن تثبت فيه ما طرأ على التوراة والإنجيل من تحريفات حتى خرجا عن أصلهما الأول، فأدعوكم إلى مطالعته فإنه قد يكشف عن أمور هامة.
وقبل الخاتمة، إنني أذكرك أيا الباب بولس السادس عظيم أهل ملته بالتبعة الخطيرة الملقاة على عاتقك أمام الله وأمام البشرية وأمام التاريخ في إعلان هذه الحقيقة ودعوة الناس للدخول في الإسلام واعتناقه دينا وتشريعا لتحقيق العدالة والسعادة والسلام. فهو – وحده – كما أعلن ذلك المنصفون من مؤرخي وعلماء الغرب الكفيل بإنقاذ البشرية مما تعانيه من شقاء وما يتهددها من خطر حرب هيدروجينية يمكن وقوعها بين لحظة وأخرى تضيع نتيجتها الحضارة الإنسانية وتفني معظم البشر.
وأذكرك أيضا بأن الله العظيم مطلع على القلوب وأن الحياة الدنيا بالنسبة للآخرة لا تساوي شيئا مذكورا، فالحذر الحذر من إضاعة جنة الله، والدخول في ناره إلى الأبد من أجل متاع قليل.
وهذه وصايا المسيح نبي الله، ومن قبله ومن بعده من المرسلين، كلها تأمر بالعمل للدار الآخرة وعدم الاغترار بالحياة الدنيا. وآمل أن تمثلوا دور ملك الحبشة المسيحي، فإنه لما بلغه خبر النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم من أصحابه الذين هاجروا إليه وسمع سورة مريم بكى هو والرهبان ولما سأل المسلمين ماذا يقولون في المسيح صدقهم وقال:"إن هذا والذي جاء به موسى وعيسى ليخرج من مشكاة واحدة" فآمن به.