وأرجو الله تعالى، وأتضرع إليه سبحانه وتعالى أن ينفع بهذه الكتابة المتواضعة، ويجعلها خالصة لوجهه الكريم إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله، وسلم على عبده، ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما نسبة:
فهو الثوري، بفتح الثاء المثلثة، وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى بطن من همدان، وبطن من بني تميم.
قال العلامة السمعاني: وأما ثور تميم فمنهم أبو عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، إمام أهل الكوفة، مات بالبصرة.
قلت: اختلفت الرواية في نسب سفيان الثوري، هل هو من ثور تميم، أم من ثور همدان؟
ذكر السمعاني الروايتين بإسناده، إذ يقول: أخبرنا أبو طاهر الوراق، بنواحي اندخوذ [٢] أنا أبو الحسن المؤذن، أنا أبو سعيد الصيرفي، ثنا أبو العباس الأصم ثنا العباس الدوري، ثنا شاذان، ثنا سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، ثور بني تميم [٣] .
والرواية الثانية:
وحدثنا [٤] شعبة بن الحجاج، أبو بسطام مولى الأزد. وحدثنا شريك بن عبد الله بن شريك بن الحارث النخعي، وحدثنا عبد الله ابن المبارك الخراساني، وحدثنا الحسن بن صالح بن الحي الهمذاني، ثم الثوري ثور همذان [٥] .
قلت: أما الرواية الأولى، فأيدها الإمام المزي رحمه الله تعالى، والثانية ردها [٦] ، وقال الإمام الذهبي في حقه: الإمام شيخ الإسلام، سيد الحفاظ، أبو عبد الله الثوري، ثور مضر، لا ثور همدان [٧] .
وقال محمد بن سعد في نسبه: سفيان بن مسروق بن حبيب ابن رافع بن عبد الله بن موهبة بن أُبي ابن عبد الله بن منقذ بن نصر بن الحارث بن ثعلبة بن عامر بن ملكان ابن ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخه ابن إلياس بن مضر بن نزار، ويكنى أبا عبد الله [٨] ، قلت: يجتمع نسب سفيان الثوري بنسب رسول الله صلى الله عليه وسلم في جده السادس عشر، وهو إلياس بن مضر.