للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الحافظ أبو نعيم: حدثنا أحمد جعفر بن سليم، حدثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا يحي بن أيوب، ثنا أبو المنفى، قال سمعت الناس بمرو يقولون: قد جاء الثوري، فخرجت أنظر إليه فإذا هو غلام قد بقل وجهه [٢٣] .

قلت: تشعر هذه الرواية إلى أن الثوري نال شهرة رفيعة، ومكانة سامية في صغر سنه لما وجد عنده رحمه الله تعالى من رغبة صادقة وعزيمة أكيدة في أخذ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنه المبكر.

قال ابن سعد: أخبرنا عفان بن مسلم، قال: حدثنا خالد بن الحارث قال: حدثنا سفيان: قال: حماد ابن أبي سليمان إن في هذا الفتى لمصطنعا، يعني سفيان نفسه [٢٤] .

قلت: هكذا يتوسم فيه كبار الأئمة حال حضوره في حلقات دروسهم رحمهم الله تعالى لما كانوا يلاحظون عليه من الذكاء والخير، والرغبة، وغير ذلك من الأمور الكثيرة، فكان رحمه الله تعالى كما قالوا فيه.

قال الإمام عبد الرحمن بن أبي حاتم: حدثنا عبد الرحمن أنا محمد بن خالد الخراز، قال سمعت مقاتل بن محمد يحكي عن الوليد بن مسلم، قال رأيت الثوري بمكة يستفتى، ولما يخط وجهه بعد [٢٥]

قلت: أكتفي بهذه الروايات في نشأته رحمه الله تعالى، وسوف أواصل البحث في شيوخه، وتلامذته في حلقة قادمة إن شاء الله تعالى، وصلى الله عليه وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم.


[١] سورة الحجر، الآية ٩.
[٢] اندخوذ: بالفتح ثم السكون وفتح الدال المهملة، وضم الخاء المعجمة، وسكون الواو، وذال معجمة بلدة بين بلخ، ومرو على طرف البر، معجم البلدان ١/٢٦٠.
[٣] الأنساب للسمعاني ٣/١٥٢، واللباب لابن الأثير ١/١٩٨-١٩٩، والاكمال لابن ماكولا ١/٥٨٦، ابن سعد ٦/٣٧١، طبقات خليفة بن خياط ١/٣٩٥.