لما كثر طالبوا التعليم وجدت الدولة نفسها مسؤولة أمام عد كبير من الرجال والنساء فكان من العسير عليها أن تقوم بإنشاء مدارس عديدة لكل جنس مستقلة فوجدت في التعليم المختلط بغيتها لأنه يخفف عنها العبء الثقيل ويعفيها من مصروفات باهظة فشجعها التعليم المختلط وأخذت به وساعدها على ذلك ظروف وأوضاع كانت منتشرة في ذلك العصر من أحلام الحضارة الغربية التي هيأت لهم أن يجلس الشاب والشابات على كرسي واحد جنبا إلى جنب.
ومع توفر هذه المدارس فإننا نجد أن الطبقات الراقية والغنية لم تسمح لأبنائها بالذهاب إلى هذه المدارس المختلطة بل كانوا يرسلونهم إلى المدارس الخاصة التي لم تأخذ بالتعليم المختلط كما يقول صاحب encyclopedia of social science كان أشراف الناس في البيئة لا يشجعون هذا التعليم المختلط ولا يرسلون أولادهم إلى هذه المدارس المختلطة.
يقول الكاتب الفرنسي ميئر meyer في كتابه (إرتفاع التعليم في القرن العشرين) : "إن أكثر الناس ينفرون من هذا التعليم النظام الجديد الذي لا يميز بين الرجال والنساء فيكثر الفسق والفجور" وعندنا مثال من الدولة الروسية التي أخذت بالتعليم المختلط بعد الثورة الاشتراكية ١٩٢٠-١٩٤٣م ولم يمض عليها ربع قرن حتى ألغته ونجد الدول الأوروبية كانت على وشك منع التعليم المختلط في سنة ١٩٤٣م من كثرة الفواحش والمنكرات التي نتجت عنه.