٢- المسجد: وكان أكبر معهد للدراسة في يوم من الأيام، إذ كان مكانا للصلاة والخطابة والتقاضي، ومعهدا للدراسة، فالحرم النبوي والمكّي ومسجد عمرو في مصر ومسجد البصرة والكوفة والجامع الأزهر وغيرها من المساجد كانت تقوم مقام المدارس والجامعات في العصور الإسلامية الزاهرة، وبخاصة في عصر الصحابة وزمن خلفاء بني أمية، كما كان الخلفاء والأمراء والأغنياء يتخذون لأولادهم معلّمين خصوصيين, فالكسائي كان يؤدب الأمين بن هارون بن الرشيد على حد قول ابن خلّكان.
٣- مجالس المناظرة: وهي عبارة عن مجالس علم كانت تقام في الدور والقصور والمساجد بين العلماء وفي حضرة الخلفاء، في الفقه والنحو والصرف وغير ذلك من علوم، وقد عقد السيوطي فصلا في كتابه (الأشباه والنظائر) في المناظرات والمجالسات والفتاوى والمكاتب والمراسلات.
وكان للخلفاء مجالس مناظرات كثيرة لاسيّما المأمون، وقد ورد في تاريخ بغداد الكثير عن مجالس العلم، وربما كان لهذه المناظرات أثرها البالغ في رقيّ العلم وتقدّمه إذ أنها حفّزت بلا شك العلماء للبحث والدراسة في أمهات الكتب.