وكذا مأساة الكونغو وجنوب السودان وجنوب أفريقيا الخ، ولنا في بطل التضامن الإسلامي الملك فيصل حفظه الله خير قائد في العصر الحديث إلى حياة العزة الإسلامية في ظل نور الله تبارك وتعالى تحت راية القرآن الكريم وهدايته، ولعل وزراء المعارف والثقافة والإعلام يحرصون على جمع تراث هذا الشيخ المجاهد وتقديمه للمكتبة الإسلامية كي ينتفع به الجيل ويقبل على الارتشاف من مناهله الشباب الإسلامي في أفريقيا خاصة فيكون قدوة حسنة لحياة الجهاد والكفاح وحصانة لهم من التردي في مهاوي الغزو الفكري العنيف.
أما بعد:
فهل نرى لأبناء أفريقيا عامة وأبناء الصومال خاصة نشاطا قويا بنّاء ضد الاستعمار وأذناب الاستعمار الذين تثقفوا بثقافات استعمارية ضالة مغرقة في الكفر والضلال والانحراف فراحوا يتهافتون على المبادئ المنحرفة منخدعين بهذا السراب الكاذب.. لقد توالت الأنباء عن دولة الصومال الإسلامية التي سعدت بنور الإسلام وهدايته، وظلت فترة طويلة من الدهر قلعة من قلاع الإسلام وحصنا حصينا لتعاليم الإسلام.
توالت الأنباء - والحسرة تدمي قلوب المؤمنين -بأن الاتجاه الجديد في جمهورية الصومال إلى بناء المجتمع الصومالي على أسس الاشتراكية العلمية الماركسية، واستبدال الحروف العربية بالحروف اللاتينية، هذا الاتجاه الذي ينافي العقيدة الإسلامية, وتقاليد الشعب الصومالي المسلم الذي ظلّ وفيّا للإسلام رغم ضغوط الاستعمار.
يا شعب الصومال إن تاريخك المشرق.. في جهادك في نشر الإسلام العظيم المبارك، يسمو بك عن التردي في مهاوي هذا الظلام وهذا الضلال.. لقد عرف العالم كله الفشل الواضح للمبادئ الماركسية في كل الميادين، وهاهو الاتحاد السوفيتي يتراجع في خزي وذل وهوان عن نظريات ماركس الرئيسية.