كثير من الأطفال يتوفى الله آباءهم أو أمهاتهم أو الآباء والأمهات معا فيبقى هؤلاء الأطفال في حاجة شديدة إلى من يعطف عليهم ويرحمهم ويواسيهم، ويدخل عليهم السرور بما يسديه إليهم من نفقة أو كسوة أو كلمة طيبة، كما أنهم في حاجة إلى من يحفظ أموالهم إن كانت لهم أموال، وينميها لهم لتسد منها حاجاتهم في حال الصغر ويجدوا ثمرتها في حال الكبر، والله تعالى يبتلي بعض عباده ببعض، ليظهر المطيع من العاصي ويجازي كلا على عمله قال تعالى:{وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ} ، وقد يبتلى الرجل بيتيم أو أيتام سواء كانوا من قرابته أو من غيرهم ليعولهم ويقوم بمصالحهم، فإن وفق للصبر عليهم والرحمة بهم والقيام بحقوقهم نال أجرا عظيما على ذلك، وإن لم يوفق فأغلظ لهم القول وآذاهم بالضرب ونحوه لغير تأديب وحرمهم من المأكل والمشرب, أو أكل أموالهم ظلما فقد تعرض لخطر عظيم، ولهذا يجب أن يتنبه القائمون على الأيتام لحقوقهم ويبتعدوا عن ظلمهم، ولنذكر على سبيل المثال بعض الحقوق التي لا ينبغي النقص فيها بالنسبة لليتيم.