٢- ومن حقه أيضا أن يعتني بتعليمه عندما يبلغ سنّ التمييز القراءة والكتابة ومبادئ دينه كالوضوء والصلاة, وحسن السلوك كالصدق والأمانة والشجاعة والكرم، وألاّ يتكلم إلاّ بخير، إن استطاع وليّه أن يعلّمه بنفسه وإلاّ أدخله مدرسة يؤمن فيها على أخلاقه، كما ينبغي أن يعلّمه بعض الحِرَف التي يستفيد بها في الإنفاق على نفسه عند الكبر، ولا يكون عالة على المجتمع، وتعليمه دينه ودنياه من البر والتقوى اللذين أمر الله المؤمنين أن يتعاونوا عليهما كما قال تعالى:{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} وهو مما يحبه المرء لنفسه والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".
٣- أن ينفق عليه الولي من ماله - أي من مال الولي - لا سيما إذا كان اليتيم لا مال له، ويكسوه أيضا فإن في ذلك أجرا عظيما ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله", وأحسبه قال:"وكالقائم لا يفتر والصائم لا يفطر", وفيه أيضا عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة"وأشار مالك وهو أحد رواة الحديث بالسبابة والوسطى، والمراد بكافل اليتيم القائم بأموره من نفقة وكسوة وتربية وغيرها، وقوله:"له أو لغيره" أي سواء كان اليتيم له به صلة كابن أخيه ونحوه أو ليس من قرابته.