والفرق بين هؤلاء التائهين وبين المستمسكين بحبل الله المتين كالفرق بين الابن العاقّ والابن المطيع.. الأول يتحمل المتاعب والمشاق ولكنه يعود إلى رشده مقرّا بخطئه.. أما الثاني فإنه يبادر بالطاعة مع التفكير المتزن فيسلم من كل هذه المتاعب.
أيها الأبناء الأحباب، يا شبابنا القوي انظروا إلى النظام الإسلامي نظرة شاملة في كل صوره وكل اتجاهاته، انظروا إليه في أفكاره العلمية ومبادئه الأخلاقية، ونظرياته التشريعية واتجاهاته السياسية، وأحكامه التعبدية وفكرته العقائدية، انظروا وتأملوا تجدوا الكمال في الحقيقة وفي الصورة وفي التطبيق وفي التنفيذ.
أمّا ما تسمعون عنه من مصطلحات فاسألوني عنها، لقد شاهدت نماذج مطبقة منها فإذا بها لا تخرج عن التهريج والتلبيس، والطبل والزمر والأكاذيب العريضة والادعاءات الجوفاء التي ليس لها من الحقيقة نصيب، ولا تمت إلى الواقع بأدنى سبب، وأصحاب هذه الدعاوي يخدعون الناس ويخادعون الله، سبحانه وتعالى عما يظنون علوّا كبيرا، وما يخدعون إلا أنفسهم، وفي كثير من الأحايين يعترف السارق بأنه سرق فيطيب خاطر المسروق بعض الشيء من إقراره، أمّا هؤلاء فإنهم يسرقونك ويحاولون إيهامك بأنهم يعطونك، ولا أخص بلدا دون بلد، ففي أعرق بلاد العالم حضارة ومدنية وتقدّما وعمرانا تصبح العملة المتداولة في سوق السياسة أو الاقتصاد هي الخداع والغش والتضليل، وحسبك أن تذكر ما تقوم به الأموال اليهودية من صنع نظم الحكم في أعرق البلاد لحسابها.. فهي التي تموّل المعركة، وهي التي تحدّد الأهداف، وهي التي ترسم الطريق.
وقبل بداية المعركة تكون النتيجة معروفة، ويكون العملاء الذين دفعوا مقدّما قد كسبوا العهود والمواثيق والاتفاقات السرية التي تعطيهم السماح بالعدوان وتمنحهم أسلحة للتدمير وللتخريب بلا ثمن ومن غير شروط.