ويجوز أن تكون مفتحة حالا من محذوف يدل عليه المعنى تقديره يدخلونها مفتحة لهم الأبواب. ومن قرأ جنات بالرفع وكذلك مفتحة فهما مبتدأ وخبر أو هما خبران لمبتدأ محذوف. وقوله "متكئين "حال من ضمير "لهم " وهي حال مقدرة لأن الاتكاء ليس في حال تفتيح الأبواب بل بعده. وجوز بعض أهل العلم أن كون "متكئين "حالا من ضمير يدعون وقدم لرعايته الفاصلة. وقوله "يدعون " استئناف بياني كأنه قيل:ما حالهم بعد دخولها؟ فقيل: يدعون متكئين. وأما على الإعراب الأول لمتكئين فإنه يجوز أن تكون حالا من ضمير "لهم " أيضا وهي مقدرة كذلك. وقوله "هذا ما يوعدون"على قراءة الياء على مقتضى الظاهر لأن المقام للغيبة، إذ قبله "وعندهم " وأما على قراءة الجمهور ففيها التفات. واللام في "ليوم الحساب "للتوقيت كما يقال: كتب هذا لخمس خلوْن من رمضان أي بعد خمس. وقوله "ما له من نفاد "ما نافية وله خبر مقدم ومن جيء بها لاستغراق النفي ونفاد مبتدأ مؤخر. والجملة في محل نصب حال من رزقنا أو في محل رفع خبر ثان لان.
المعنى الإجمالي:
هذه الآيات الناطقة بمحاسن هؤلاء الصالحين شرف لهم وثناء عليهم في العاجلة، وإن لهم لتقواهم لجميل مرجع في الآخرة إن لهم بساتين إقامة لا يروحون عنها، أبوابها مفتحة لهم، معتمدين فيها على الأرائك ينادون خدمهم بإحضار فاكهة كثيرة وشراب كثير، ولديهم حور قصرن عيونهن عليهم، متماثلات في السن، والحسن والشباب. وهذا المذكور موعدكم أيها المتقون في يوم الجزاء. إن هذا المعد لكم لعطاء منا لا ينقطع.