للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتمكنوا من فتنة المسلمين عن دينهم حتى تركوا الأخذ بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وقلدوا الكفار في كل ما يحطم حياتهم كأمة تعيش وسط هذا العالم لها كيانها. وظن المسلمون أن التقرب إلى هذه الأمم الكبيرة القوية يهيئ لهم الحياة الصحيحة فأخذوا بتعاليم الكفار في معاملاتهم واتخذوا أنظمتهم ودساتيرهم قوانين يحتكمون إليها في شئون حياتهم ونسوا الله فنسيهم وقضى الأعداء على البقية من وجودهم كأمة إلا ما شاء الله ولم ينظروا إلى نواحي القوة في هذه الدول ليأخذوا بها.

ثم هالهم ما هم فيه حين وجدوا أنفسهم وسط عالم يتنازعهم يظهر بعضه الود لهم ويعلن البعض الآخر الحرب عليهم ولم يجدوا أثر الصداقة واكتووا بنار من جهروا بعدائهم وتكشف لهم أن أمم الكفر أمة واحدة هدفها واحد بالنسبة للمسلمين ومع هذا لم يحاولوا معالجة ما انكشف لهم من أعدائهم وممن ادعوا صداقتهم ولا زالوا يخدعون أنفسهم بالشكوى إلى مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة ومع تكرر الشكوى سنوات ولا أثر لها فيما يريدون لم يكف هذا دليلا على أن علاج الأمر غير ما سلكوه. وهل ينصفك عدوك إلا إذا رضي عنك والله يقول {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} .

وقد تضاعف البلاء على المسلمين بتفرق كلمتهم وإغارة بعضهم على بعض وانطبق علينا ما وصف الله به اليهود حين قال: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ} ونحن نخرب بيوتنا بأيدينا وأيدي الكفار ومنا من يواد الكفار ويعادي المسلمين {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} .