أما الذين كفروا فيقاتلون للشيطان وحزبه وهو وليهم والله ولي المؤمنين. فالقوة في جانب المؤمنين والضعف والخذلان للكافرين {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} .
وقد كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز والمجاهدون في سبيل الله حزب الله وأولئك حزب الله هو المفلحون.
قال تعالى {وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ} .
وشتان بين حياة وحياة وبين هدف وهدف مع اتحاد النتيجة بالنسبة لقياس العمر فالذين يعيشون للدنيا وحدها ويريدون ما فيها من متاع دون غيره حياتهم كحياة الدواب والأنعام ثم يموتون في موعدهم المكتوب.
والذين يريدون الآخرة إنما يحيون حياة الإنسان الذي كرمه الله وشرفه بخلافته في الأرض ثم إذا جاء أجلهم يموتون {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَاباً مُؤَجَّلاً} .
والآن وبعد أن نام المسلمون هذا النوم العميق الذي أفقدهم كل قواهم لأنهم ركنوا إلى الراحة وأعداؤهم يعملون دائبين على الأخذ بعوامل القوة والحياة وقطعوا شوطا بعيدا في التقدم المادي ووصلوا إلى بعض ما أودعه الله في المادة من خصائص كانت أساسا لاختراعاتهم خصوصا في أدوات الحرب ومعداته حتى سيطروا على العالم يعيثون في الأرض فسادا.