لولا أن جبلا من المناعة وستارا من الحصانة وسدا أصلب من زبد الحديد وقف أمام هذه الزوابع ورد سطوتها، وركز رايته في حناجر علماء الإسلام للذود عنها وهو: هذا القرآن المعلن فوق رؤوس العالمين وعلى رغم أنوف شياطين الإنس والجن ببلاغته الساحرة وجودته الساطعة وإعجازه المعجز.. قرآن كفاه من القوة والإعجاز اليوم ما سبق له ويعيش فيه من عداء الأعداء، ولم يثنه ذلك من صوته الراعد وهيمنته الفخمة، وإحاطته بكل شيء.. لقد أثبتت التجارب إعجازه، ومن حاول التطاول عليه وصارعه ينهزم وتقوم الدنيا ضده، ويهتز الكون لشذوذه، ويشهد عليه بالضلال وعدم العقل.. وهذه هي الآية الواقفة أمام كل تيار: إنا نحن نزلنا الذكرى وإنا له لحافظون.. ومما ذكرت يعلم الراجح في الموضوع، وانحراف منهج من يقتصر على ذكر رأي واحد في الموضوع متناسيا الآخر منه كفعل مؤرخي الأدب.