للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله "ثم قال صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت: "بلى يا رسول الله"قال: "كف عليك هذا", وأشار إلى لسانه.. فقلتك "يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ "فقال صلى الله عليه وسلم: "ثكلتك أمك يا معاذ, وهل يكبّ الناس في النار على وجوههم - أو قال على مناخرهم- إلا حصائد ألسنتهم".

أيها المسلمون: إن الصوم عمل صالح عظيم وثوابه جزيل ولا سيما صوم رمضان؛ فإنه الصوم الذي فرضه الله على عباده وجعله من أسباب الفوز لديه, وقد ثبت في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف, يقول الله عز وجل: "إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به, إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي", للصائم فرحتان: فرحة عند فطره, وفرحة عند لقاء ربه, ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك", وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة, وغلّقت أبواب النار, وسلسلت الشياطين ", وأخرج الترمذي وابن ماجه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا كان أول ليلة من رمضان صفّدت الشياطين ومردة الجن, وفتحت أبواب الجنة, وأغلقت أبواب النار, فلم يفتح منها باب, وينادي مناد: "يا باغي الخير أقبل, ويا باغي الشر أقصر, ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة", وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يبشر أصحابه بقدوم شهر رمضان ويقول لهم: "جاء شهر رمضان بالبركات فمرحباً به من زائر وآت", وأخرج ابن خزيمة عن سلمان الفارسي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خطب الناس في آخر يوم من شعبان فقال: "أيها الناس إنه قد أظلّكم شهر عظيم مبارك شهر فيه ليلة خير من ألف شهر, جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعاً, من تقرّب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدّى فريضة فيما سواه, ومن أدّى فيه فريضة كان كمن أدى