فيا معشر المسلمين عظّموا الصلاة وأدوها كما شرع الله واغتنموا هذا الشهر العظيم وعظموه رحمكم الله بأنواع العبادة والقربات, وسارعوا فيه إلى الطاعات, فهو شهر عظيم جعله الله ميدانا لعبادة, يتسابقون فيه بالطاعات ويتنافسون في أنواع الخيرات, فأكثروا فيه رحمكم الله من الصلاة والصدقات وقراءة القرآن الكريم والإحسان إلى الفقراء والمساكين والأيتام, والتعاون على البر والتقوى, والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, والدعوة إلى الخير, وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس, وكان أجود ما يكون في رمضان, فاقتدوا به صلى الله عليه وسلم في مضاعفة الجود والإحسان في شهر رمضان, وأعينوا إخوانكم الفقراء على الصيام والقيام, واحتسبوا أجر ذلك عند الملك العلاّم, واحفظوا صيامكم عما حرّمه الله عليكم من الأوزار والآثام, فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه", وقال عليه الصلاة والسلام:"الصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق فإن امرأ سابه أحد فليقل: إني امرؤ صائم", وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:"ليس الصيام من الطعام والشراب وإنما الصيام من اللغو والرفث", وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر", وقال جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه:"إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم, ودع أذى الجار, وليكن عليك وقار وسكينة, ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء", فينبغي للصائم الإكثار من تلاوة القرآن بتدبر وتعقل, والإكثار من الصلوات والصدقات والاستغفار وسائر أنواع القربات في الليل والنهار, اغتناما للزمان ورغبة في مضاعفة الحسنات, ومرضاة فاطر الأرض والسموات, واحذروا - رحمكم الله - كل ما ينقص الصوم, ويُضْعِفُ الأجر, ويغضب