الرب عز وجل, من سائر المعاصي كالتهاون بالصلاة والبخل بالزكاة وأكل أموال اليتامى وأنواع الظلم وعقوق الوالدين وقطيعة الرحم والغيبة والنميمة والكذب وشهادة الزور والدعاوي الباطلة والأيمان الكاذبة وحلق اللحى وتقصيرها وإطالة الشوارب والتكبر وإسبال الثياب واستماع الأغاني وآلات الملاهي وتبرج النساء وعدم تسترهن من الرجال والتشبه بنساء الكفرة في لباس الثياب القصيرة وغير ذلك مما نهى الله عنه ورسوله, وهذه المعاصي التي ذكرنا محرمة في كل زمان ومكان, ولكنها في رمضان أشد تحريماً وأعظم إثماً لفضل الزمان وحرمته, ومن أقبح هذه المعاصي وأخطرها على المسلمين ما ابتلي به الكثير من الناس من التثاقل عن الصلوات والتهاون بأدائها في الجماعة في المساجد, ولا شك أن هذا من أقبح خصال أهل النفاق ومن أسباب الزيغ والهلاك قال تعالى:{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى} . وقال النبي صلى الله عليه وسلم:"من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر", وقال له صلى الله عليه وسلم رجل أعمى:"يا رسول الله إني بعيد الدار عن المسجد وليس لي قائد يلائمني فهل لي أن أصلي في بيتي؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "هل تسمع؟ "قال: "نعم" قال: "أجب", وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه - وهو من كبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم -: "لقد رأيتنا وما يتخلّف عن الصلاة في الجماعة إلا منافق معلوم النفاق أو مريض", وقال رضي الله عنه: "لو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم", والتهاون بالصلاة في الجماعة من أعظم أسباب تركها بالكلية, وذلك كفر بالله سبحانه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر".